يسرني أن أشارك أفكاري ورؤيتي في منح حقوق الأمتياز بمنطقة الشرق الأوسط بصفتي رئيس مجلس إدارة جمعية الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لحقوق الأمتياز التجارى (منافع) حيث تساهم الامتيازات في البلدان المتقدمة بنسبة تصل إلى 50 المائة من قطاع تجارة التجزئة.

شراء امتياز فى أفضل الحالات يسمح لك بتجنب العديد من المعوقات عوضا عن البدء بعمل تجارى من الألف إلى الياء كما يحسن الأمتياز التجارى من احتمالات النجاح و لقد رأينا أن حق الامتياز لديه نسبة نجاح 90٪ مقارنة مع البدء فى عمل جديد “وفي أسوأ الحالات إذا كان قرار التفكير بالقيام بإستثمار يبدو قاسيا بعض الشئ ويمكن أن يكون كابوسا إذا لم تسر الأمور علي ما يرجي لها لأنه لا يمكنك ببساطة الأبتعاد بعد الشروع فى العمل بهذا القرار. فأنت لا تزال مسؤولا عن قيمة الإيجارات على المدى الطويل لمساحة التجزئة الخاصة بك كم أن القرض المصرفي الكبير الذي أخذته لتمويل الأعمال التجارية و  الإلتزام طويل الأجل تجاه مانح الأمتياز كل هذه عوامل قد تزيد من إحتمالية أن تتأثر جميع جوانب حياتك بهذا القرار حيث أن الأعباء المالية تؤثر حتما على حياتك وعلى تفكيرك و تقديرك لذاتك وإمكاناتك لذلك نحن نعتقد أن جمعية منافع تلعب دورا هاما في تعزيز وتطوير صناعة الأمتياز في منطقة مجلس التعاون الخليجي لتفادى بعض القرارات أو الممارسات الخاطئة وتساعدك لأختيار الأمتياز المناسب”

يتم تحديد النجاح النهائى لأختيارك لإمتياز تجارى بواسطة عاملين مهمين:

أولا: الأجراءات والمتطلبات اللتى تتخذها فى بداية إختيارك للأمتياز التجارى لضمان أنك تختار الامتياز الأمثل لاحتياجاتك الخاصة والخبرة التى تتمتع بها والموارد المالية التى تملكها قد لا يكون الامتياز مناسبا للآخرين وقد تكون على استعداد للعمل 70 ساعة أسبوعيا للسنة الأولى وتتحدث قائلا إن عملي الجديد بات مفتوح الأن في حين أن البعض الآخر قد لا يكون لديهم الوقت أو الأستعداد للقيام بذلك. أو لربما تكون على استعداد لاستثمار مليون ريال في مفهوم امتياز معين، في حين أنه قد يشعر الأخرين بالمخاطرة بنفس المشروع، وهذه ليست سوى عدد قليل من العديد من الاعتبارات والتساؤلات التى يتوجب عليك تقييمها قبل اتخاذ قرار للاستثمار في نظام امتياز معين.

 ثانيا: إلتزامك بالعمل الجاد والعمل وفق القوانين، إذا كنت قد وقعت على إتفاقية ملزمة لإمتياز تجارى طويل الأجل، فإنه بالنسبة لمعظم الامتيازات الجديدة في مجال صناعة الخدمات الغذائية مثلا قد يترتب عليك العمل لمدة  60+ ساعة في الأسبوع حتى يمكنك الأيفاء ببعض المسؤوليات اليومية كمدير لإمتيازك التجارى كما إنه يتطلب منك العمل كفريق واحد – أى أنك لا يجب أن  تتصرف كريادي وتقوم  بكل ما تريد من أفكارك الخاصة بك فى معزل عن النظام المفترض عليك إتباعه والدور المنوط بك أن تقوم به. إن نظام الامتياز يكون ناجحا فقط عندما نلتزم بالتوجيهات التى يتوجب علينا القيام بها والناتجة عن خبرة مانح الأمتياز لأنها هى الطريقة التى أوصلته للنجاح نتيجة ممارسات سابقة وتجنب لأخطاء سابقة تم التغلب عليها بخبرته.

يجب الوضع بعين الأعتبار في تحليلنا النهائي أن الأمر منوط بك – وليس بمانح الامتياز – على مدى نجاح الأمتياز، وسوف تكون نصيحتي بصفتي رئيس مجلس إدارة جمعية منافع فضلا عن كونى صاحب الامتياز لشركة ريماكس الأميركية للعقارات هو اتخاذ الخطوات التالية وهى أنه ” تذكر أن الأمر ليس بلعبة ” وأنه يجدر بك عدم إتخاذ الطرق المختصرة بل يجب عليك إتباع توجيهات مانح الامتياز والمستشارين المختصين فى مجال الأمتياز التجارى بعناية واقول لك لا تعتقد أنك ذكي أو مستقل بحيث لا يمكنك الاستفادة من المشورة من المهنيين الخارجيين ولا تفترض أن إرشادات الامتياز المطلوبة بشأن مقدار الاستثمار والخبرة المطلوبة منك إلي أخره بطريقة أو بأخرى لا تنطبق عليك. لا تقبل أي وعود أو “تفاهمات” من صاحب الامتياز التي لم يتم الألتزام بها من قبله خطيا وضمن إتفاقية الامتياز، إستثمر الوقت الكافي للقاء مع العديد من ممنوحي الامتياز و التحدث معهم بشأن نظامه، إن الأستثمارات التي تقوم بها سواء في الوقت والمال سوف تسدد بهدوء وبصورة أفضل من فكرة الأستثمار الضعيف من ناحية الموارد والتمويل لأن الفرص قليلة ويندر في مجال الأعمال الحصول على فرصة ثانية لذلك إبذل المزيد من الجهد للقيام بالأعمال بالطريقة الصحيحة من المرة الأولى.

د. خالد محود الشرفاء – رئيس مجلس الأدارة لجمعية الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لحقوق الأمتياز التجارى